من الملجأ إلى منصة العرض: كيف استعادت 900 امرأة مستقبلهن من خلال مشروع "المساحة الآمنة"
- Public Relations Dept.
- 14 يونيو
- 3 دقيقة قراءة
في شهر آذار2025 ، دعت منظمة "أيادي الرحمة" ممثلين عن الحكومة وأفرادًا من المجتمع المحلي إلى معرض للمنتجات التي صنعتها نساء في الملاجئ في جميع أنحاء بغداد. كان ذلك تتويجًا لمشروع استمر لمدة ثمانية أشهر، هدف إلى معالجة العنف ضد النساء والفتيات ودعم النساء في الملاجئ في العراق.

على الصعيد العالمي، شهد العنف ضد النساء والفتيات ارتفاعًا في السنوات الأخيرة، ولم يكن العراق استثناءً: ما يقرب من مليون امرأة في العراق معرضة لأحد أشكال العنف، وتُفيد حوالي 26٪ من النساء العراقيات بأنهن تعرضن للعنف على يد شريك حميم، مع الاعتقاد بوجود العديد من الحالات الأخرى التي لا يتم الإبلاغ عنها (المنظمة الدولية للهجرة، 2023).
واحدة من أبرز المشكلات التي تؤدي إلى عدم الإبلاغ، هي أن معظم النساء يفضلن التحدث إلى ضابطات إناث بدلاً من رجال الشرطة. لذلك، عندما أطلقت منظمة "أيادي الرحمة" مشروع "المساحة الآمنة" في تموز من العام الماضي، كان من الضروري إشراك مستجيبات من الصفوف الأمامية.
كان هدف مشروع "المساحة الآمنة" واضحًا: تعزيز الدعم لتمكين النساء في الملاجئ، والحماية، والتثقيف المجتمعي . وكان الهدف الأول للمشروع هو تحسين مسارات الإحالة لضحايا العنف في بغداد. قامت "أيادي الرحمة" بتدريب 407 من المستجيبين الأوائل، كان أكثر من نصفهم من النساء، على كيفية التعرف على أعراض العنف، إدارة الحالات، الإحالة إلى الملاجئ، وغيرها من المهارات. شمل التدريب أفراد الشرطة، والعاملين في المحاكم، والأطباء، والكوادر الطبية، حيث أبلغ المشاركون عن زيادة بنسبة 86٪ في معرفتهم.
بعد ذلك، قمنا بتدريب أكثر من 102 من عناصر الشرطة المجتمعية، لمساعدتهم على تطوير المهارات اللازمة لدعم النساء ضحايا العنف بشكل أفضل. تلعب الشرطة المجتمعية في العراق دورًا فريدًا، إذ تعمل كحلقة وصل بين الجمهور والشرطة. هم غير مسلحين، وينحدرون من نفس المجتمعات التي يخدمونها، ويركزون على سهولة الوصول إليهم وظهورهم في المجتمع، مما يجعلهم حلفاء أساسيين في مكافحة العنف في جميع أنحاء العراق.
كما أجرينا جلسات توعية مع 402 من أفراد المجتمع المحلي لتسليط الضوء على الدور الحيوي للملاجئ في المجتمع وتقليل الوصمة المحيطة بالنساء والفتيات المقيمات فيها، بالإضافة إلى تغطية موضوع ربما يكون الأهم: الوقاية من العنف من خلال التعرف على علامات الإساءة. لم تكن الجلسات مجرد نقل للمعلومات، بل شملت أيضًا أدوات عملية مثل مسارات الإحالة وجهات الاتصال، مما زاد من قدرة المجتمع على الاستجابة للعنف. وعلى المدى الطويل، تساعد هذه الجلسات في تغيير المواقف وبدء مواجهة الأسباب الجذرية العميقة للعنف ضد النساء والفتيات.
بعد ذلك، ركزنا على بناء مهارات وقدرات الملاجئ وكوادرها في بغداد. اختارت "أيادي الرحمة" ستة ملاجئ للعمل معها: مركز للناجيات من الاتجار بالبشر، منزل آمن، مأوى للنساء من ذوات الإعاقة، مركز عدالة للأحداث، وميتمين. وبعد تقييم احتياجات هذه الملاجئ، قدمنا مستلزمات صحية، ومواد صيانة، وأدوات حرفية، وأثاثًا، وألعابًا، ومعدات أخرى طلبتها الملاجئ لمساعدتها على الاستمرار في تقديم خدماتها.

ثم نفذنا برنامج تدريب كامل لـ91 من كوادر تلك الملاجئ، لضمان استمرار أثر المشروع بعد انتهائه. ساعدت الجلسات الموظفين على تعزيز قدرتهم في دعم النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف، وغطت مواضيع مثل الدعم النفسي والاجتماعي، حماية الطفل، حل النزاعات، التواصل، والتعافي من الصدمات.
كما أُقيمت جلسات جماعية للدعم النفسي والاجتماعي لـ249 امرأة وفتاة في الملاجئ الستة، لتوفير بيئة آمنة للمشاركات لمعالجة الصدمات وبناء القدرة على التكيّف. قُسّمت المشاركات إلى مجموعات، وتلقين جلسات أسبوعية أشرفت عليها كوادر الملاجئ المدربة حديثًا.
وفي المرحلة الأخيرة من المشروع، شاركت 155 امرأة وفتاة من المقيمات في الملاجئ في تدريبات مهنية، تعلمن فيها مهارات مثل الخياطة والتطريز، والرسم، وإعادة التدوير، وصناعة الحرف اليدوية. لم يكن تطوير مهارات النساء أمرًا أساسيًا فقط لخلق الفرص، بل – بحسب تعبيرهن – زاد من "ثقتهن بأنفسهن"، ومنحهن مساحة للتعبير عن أنفسهن أمام المجتمع من خلال منتجاتهن الفنية.
بدءًا من 10 آذار، أقيم معرض لمدة ثلاثة أيام في بغداد، بالشراكة مع دائرة المرأة والأسرة والطفل في محافظة بغداد، لعرض
الحرف اليدوية والأعمال الفنية التي أنجزتها النساء في الملاجئ خلال تدريباتهن المهنية. وقد شهد المعرض حضورًا لافتًا – إذ حضر أكثر من 100 شخص في اليوم الأول فقط، من بينهم السفير السويسري، ومحافظ بغداد، وممثلون عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة الشباب، ودائرة شؤون المرأة، وقناة بغداد الفضائية. كان هدف المعرض إشراك المجتمع بشكل أوسع في دعم النساء في مواجهتهن للعنف، وكذلك الضغط من أجل سن قوانين تتيح لهن بيع منتجاتهن اليدوية – ما يعزز استقلاليتهن المالية ويساعد على استمرار البرامج الإبداعية داخل الملاجئ.

ومع الانتهاء الرسمي لمشروع "المساحة الآمنة"، تواصل "أيادي الرحمة" استلهام النجاحات التي حققها المشروع في تصميم وتنفيذ مشاريع جديدة لتمكين النساء والفتيات في جميع أنحاء العراق.
موقفنا من العنف ضد النساء والفتيات واضح: لن نتوقف حتى يتوقف.
Comentários