top of page
بحث

تقدم العراق في منع تجنيد الأطفال: منظور "أيادي الرحمة"

بغداد، 1 أيلول 2025 — استضاف بيت الضيافة في مكتب رئيس الوزراء يوم الاثنين مؤتمراً وطنيًا رفيع المستوى حول جهود العراق لمنع إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة. انعقد المؤتمر برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجمع مسؤولين حكوميين كبار، وممثلين عن الأمم المتحدة، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني. حضرت منظمة أيادي الرحمة المؤتمر بدعوة من دائرة المنظمات غير الحكومية (DNGO).


ركزت المناقشات على تقدم العراق في تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1612 (2005) ، الذي يتناول منع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة. كما ناقش المشاركون التدابير الوطنية المتخذة واستكشاف سبل تعزيز الأطر المؤسسية لحماية الأطفال.


كما أبرز المؤتمر القرار الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بشطب العراق من تقريره السنوي الخاص بالدول التي تُوثّق فيها انتهاكات جسيمة ضد الأطفال. وقد قُدِّم هذا القرار باعتباره محطة مهمة، تُظهر التزام العراق بحماية الأطفال، وتعزيز حقوق الإنسان، والتعاون الدولي.


في أيادي الرحمة، نعتبر هذه الخطوة تطوراً إيجابياً ومتوقعاً. فقد كان عام 2014 عاماً كارثياً على الأطفال في العراق، إذ احتل تنظيم داعش مساحات واسعة من البلاد، وفي المقابل ظهرت حركة المقاومة الشعبية المعروفة بـ "الحشد الشعبي". وقد جند كل من داعش والحشد الشعبي الأطفال خلال تلك الفترة.


لكن بعد الهزيمة العسكرية لداعش في عام 2017، والاعتراف القانوني بالحشد الشعبي كجزء من القوات الأمنية العراقية في عام 2016 تحت مسمى "هيئة الحشد الشعبي"، لم تُسجل أي حالات جديدة لتجنيد الأطفال من قبل الحشد بعد عام 2017، ومع مرور الوقت بلغ الأطفال الذين جُنِّدوا سابقاً سن الرشد. هذه الحقيقة تفسر جزئياً سبب شطب العراق الآن من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.


ورغم ترحيبنا بهذا التقدم، نؤمن أن الاحتفال الحقيقي سيأتي عندما ينجح العراق في تغيير الثقافة السائدة، خصوصاً في المناطق الريفية، حيث لا يزال يُشجَّع المراهقون على حمل السلاح كرمز للرجولة والنضج. هذه الممارسة الضارة ما زالت تُطبع في الأذهان فكرة ارتباط الأطفال بالجماعات المسلحة.


في أيادي الرحمة، نظل ملتزمين بالدعوة إلى قوانين دولة أكثر صرامة، وزيادة الوعي المجتمعي، والعمل مع الحكومة والشركاء الدوليين لبناء مستقبل لا يتعرض فيه أي طفل في العراق للتجنيد أو العنف أو الاستغلال.



 
 
 

تعليقات


bottom of page