top of page
بحث

عندما تُصغي نينوى، تبدأ دروب العودة


بعض الحوارات لا تحتاج إلى منصّة. أحياناً، يكفي أن تجلس حول طاولة — مع شخص عاش التهجير، وآخر عاد وهو غير واثق إن كان سيُرحّب به، وثالث يعمل ميدانياً كل يوم — لتُدرك أن "العودة" ليست إجراءً إدارياً بسيطاً، بل معادلة إنسانية عميقة.

في 21 تموز 2025، استضافت قاعة نقابة المهندسين في الموصل جلسة حوار رفيعة المستوى بعنوان:"إعادة الاندماج، مكافحة التطرف العنيف، وبناء السلام في نينوى".

نُظّمت الجلسة من قبل اللجنة الفرعية لمكافحة التطرف العنيف، بالتعاون مع منظمة السلام والحرية، ومركز بناء السلام والتعايش في جامعة الموصل.

وكانت منظمة أيادي الرحمة للإغاثة الإنسانية من بين المشاركين، إلى جانب جهات من الأمم المتحدة، والسلطات المحلية، والجامعات، والمجتمع المدني.


إعادة الاندماج ليست طريقاً — بل مجتمع يُعاد بناؤه

تجاوزت النقاشات الجوانب الشكلية، وانطلقت نحو الأبعاد النفسية والاجتماعية والوجدانية لدمج العائدين من النزوح. فالعودة لا تعني مجرد الانتقال الجغرافي، بل هي عملية شاملة تُعيد بناء الثقة، والكرامة، والانتماء المشترك.

رسالة محورية رددها المشاركون:"إعادة الاندماج لا تُفرض — بل تُبنى بالشراكة."وتبدأ هذه الشراكة بالاستماع… لمخاوف وأحلام وتطلعات كلٍّ من العائدين والمجتمعات المضيفة.


ما الذي ميّز هذا الحوار؟

لم تكن الجلسة اجتماعاً تقنياً ولا مشاورة روتينية، بل حواراً حقيقياً جمع بين الخبرة الميدانية، والرؤية المؤسسية، وواقع المجتمعات المحلية — عند طاولة واحدة.

قدّمت "أيادي الرحمة" منظورًا واقعيًا، تشكّل عبر سنوات من العمل المباشر في نينوى، انطلاقاً من إيمان بأن المبادرات المستدامة تبدأ حيث يبدأ الإنصات الحقيقي.

"الفاعلون الذين يبنون من الداخل — الذين يُنصتون أولاً ويتحدثون أخيراً — هم غالباً من يُغيّرون النتائج بهدوء."

حيث تُبنى الشراكات دون أن تُطلب

جاءت مشاركة "أيادي الرحمة" هادفة — قدّمت أفكاراً، طرحت الأسئلة المناسبة، وتفاعلت بصدق. مثل هذا الحضور لا يسعى للظهور، بل يقدّم قيمة صامتة في الأماكن التي تحتاجها فعلًا.

في سياقات هشّة مثل نينوى، لم يعد المانحون يركّزون فقط على "القدرة"، بل يبحثون عن النزاهة، والبصيرة، والثقة المجتمعية المتجذّرة. ومن يمتلك هذه القيم، نادرًا ما يسعى وراء الشراكات… لأنها هي من تسعى إليه.


شارك أفراد من خلفيات متنوعة في لقاء عُقد في الموصل لمناقشة قضايا النزوح ومسارات إعادة الاندماج.


 
 
 

Comments


bottom of page