top of page
بحث

حوارات السلام في العراق: تعزيز التماسك الاجتماعي في ظل الهجرة الناتجة عن تغيّر المناخ


في ظل التسارع المتزايد للتغير المناخي، يواجه العراق تحديات عميقة تؤثر على ملايين الأفراد – من النزوح الداخلي إلى تفكك النسيج الاجتماعي. وبدعم كريم من وزارة الخارجية الهولندية، وبالشراكة مع مؤسسة بيرغهوف وGIST، قادت منظمة أيادي الرحمة الإنسانية مشروع تعزيز البُنى التحتية للسلام (i4P)، الذي نُفّذ في الفترة من 25 أيار وحتى 15 تموز 2025.

ركّزت هذه المبادرة على فهم تأثير الهجرة الناتجة عن التغير المناخي على التماسك الاجتماعي، مع اهتمام خاص بالفئات الضعيفة، لا سيما النساء.


الإنصات إلى الأصوات على الأرض: بداية الرحلة

بدأ المشروع بجمع بيانات مفصلة وموزعة حسب النوع الاجتماعي، إلى جانب قصص شخصية تساعد في فهم التأثيرات المتنوعة لتغير المناخ على المجتمعات المختلفة. ومن خلال مقابلات معمقة مع مختصين وجلسات نقاش جماعية شاملة، تواصلنا مع مزارعين، شباب، نساء، زعماء عشائر، وسلطات محلية في محافظات ديالى، كركوك، نينوى، والسليمانية.


ديالى: المزارعون في مواجهة مستقبل غامض

في ديالى، عبّر المزارعون عن قلقهم الشديد من تقلص الموارد المائية، وتقلب الطقس، وتدهور الأراضي. هذه التحديات دفعت بالكثيرين نحو الفقر وزادت من حدة التنافس على الموارد الطبيعية، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المناطق الريفية. ورغم هذه الصعوبات، كان هناك إجماع على الحاجة إلى ممارسات زراعية مستدامة محلياً وتعزيز التعاون المجتمعي.



كركوك: إعادة بناء الثقة وسط النزوح

شارك سكان كركوك تجاربهم حول كيف أن دورات النزوح والعودة أثّرت سلبًا على التماسك الاجتماعي. وبرزت قضايا مثل انعدام الثقة، قلة المساحات العامة المشتركة، وعدم تكافؤ الفرص في الحصول على الخدمات، كعوائق رئيسية أمام التعايش السلمي. ومع ذلك، كشفت الحوارات عن إيمان قوي بقوة التواصل الصريح كوسيلة لرأب الانقسامات وبناء علاقات جديدة بين الفئات المختلفة.



نينوى والسليمانية: الشباب والنساء في طليعة التغيير

في نينوى، تحدّث الشباب والعائدون بصراحة عن الجراح غير المرئية التي خلفها النزوح، والحاجة الملحة لمبادرات مصالحة يقودها الشباب أنفسهم. أما في السليمانية، فقد تصدرت النساء النقاشات الحماسية حول الإقصاء الاجتماعي والعبء المزدوج الذي يتحملنه – كراعيات أُثّر عليهن بتغير المناخ، وكصانعات سلام غالبًا ما لا يُسمَع صوتهن.




بغداد: تحويل النتائج إلى سياسات

اختُتم المشروع في بغداد بمقابلات نوعية مع خبراء ومسؤولين من وزارتي الهجرة والمهجرين، والبيئة. ركزت هذه اللقاءات على كيفية تحويل نتائج البحث إلى سياسات فعالة تعزز التماسك الاجتماعي وتُمكّن المجتمعات الضعيفة من مواجهة التحديات.


ree


الإرث والطريق نحو المستقبل

رغم أن مشروع i4P قد انتهى رسميًا، إلا أن أثره لا يزال مستمراً. فالمعارف والرؤى التي جُمعت تشكل قاعدة صلبة لجهود بناء السلام المستقبلية في العراق. ومن خلال تعزيز الحوار الشامل وبناء آليات مستدامة، نرسم طريقًا نحو مستقبل تتمتع فيه المجتمعات بالمرونة، والوحدة، والقدرة على مواجهة آثار الهجرة الناتجة عن تغير المناخ.

الرحلة مستمرة – ومع الالتزام والدعم المتواصل، فإن رؤية عراق سلمي ومستقر أصبحت في متناول اليد.


شكراً لجميع الشركاء والمشاركين والمجتمعات الذين جعلوا هذه الرحلة ممكنة. معاً، نبني السلام للأجيال القادمة.

 
 
 

تعليقات


bottom of page